سياسات دعم الفلاحة


سياسات دعم القطاع الفلاحي في المغرب لعام 2025 تندرج ضمن استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030"، التي أطلقها الملك محمد السادس، وتهدف إلى تعزيز التنمية الفلاحية المستدامة، تحسين ظروف الفلاحين، وتحقيق الأمن الغذائي. تستند هذه السياسات إلى ركيزتين رئيسيتين: تعزيز العنصر البشري واستدامة التنمية الفلاحية. فيما يلي أبرز السياسات والتدابير الداعمة للقطاع الفلاحي في 2025، مع التركيز على التوجيهات الملكية ذات الصلة:

### **1. دعم الفلاحين والمربين**
- **الدعم المالي المباشر**:
  - **إعادة جدولة ديون مربي الماشية**: تنفيذاً للتوجيهات الملكية، أُطلق برنامج لإعادة جدولة ديون مربي الماشية أو إلغاء جزء منها لتخفيف الأعباء المالية الناتجة عن الجفاف وارتفاع تكاليف الأعلاف.
  - **دعم إناث الماشية**: تقديم دعم مالي بقيمة 400 درهم لكل أنثى مرقمة غير مذبوحة للحفاظ على الثروة الحيوانية.[]()
  - **دعم الأعلاف**: توزيع الشعير المدعوم بسعر 1.5 درهم/كلغ والأعلاف المركبة بسعر 2 درهم/كلغ لمربي الأبقار، مع توفير 18 مليون قنطار من الشعير و6 ملايين قنطار من الأعلاف المركبة
- **القروض الميسرة**: يوفر صندوق التنمية الفلاحية قروضاً بفوائد منخفضة وفترات سداد طويلة لدعم شراء المعدات الزراعية، تطوير الأراضي، وتعزيز الإنتاج، خاصة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- **دعم التجميع الفلاحي**: تقديم دعم جزافي (250-5000 درهم/هكتار للسلاسل النباتية، و28-900 درهم/رأس للسلاسل الحيوانية) ودعم تفضيلي لتجهيزات الري الموضعي والآلات الزراعية.

### **2. الحفاظ على الثروة الحيوانية**
- **تدابير خاصة بعيد الأضحى 2025**: بناءً على التوجيه الملكي، دُعي المواطنون إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي للحفاظ على القطيع الوطني، مع تدابير لدعم مربي الماشية مثل:
  - ترقيم إناث الماشية لحمايتها من الذبح.
  - حملات علاجية وقائية لتحسين صحة القطيع.
  - دعم استيراد الأغنام لتلبية احتياجات السوق مع تعليق الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة.
- **برامج تأهيل القطيع**: إطلاق برنامج ضخم لإعادة تأهيل القطيع الوطني، يشمل دعم اقتناء العجلات الأصيلة (محلية ومستوردة) وتطوير سلاسل إنتاج اللحوم الحمراء والحليب.

### **3. تعزيز الاستدامة البيئية**
- **إدارة الموارد المائية**:
  - توسيع مشاريع الري الذكي والموضعي، مثل مشروع تحلية مياه البحر بشتوكة وتوسيع محطات الري على 4486 هكتار في حوض أولوز.
  - إطلاق برنامج لسقي مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالحبوب باستخدام مياه السدود وتحلية مياه البحر لتقليل الاعتماد على الأمطار.
- **الطاقات المتجددة**: دعم تركيب أنظمة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية في أكثر من 60 ألف استغلالية فلاحية، مما يقلل تكاليف الري بنسبة 50% ويحد من انبعاثات الكربون.
- **الزراعة الكربونية**: مشروع "تربة" الذي يهدف إلى عزل 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول 2030، بانخراط أكثر من 2000 فلاح في ممارسات زراعية مستدامة.
### **4. تحسين إنتاجية السلاسل الفلاحية**
- **دعم البذور والأسمدة**: توفير 1.26 مليون قنطار من البذور المعتمدة للحبوب الخريفية بأسعار مدعومة (انخفاض 3-5% مقارنة بالموسم السابق)، مع توسيع الدعم ليشمل القطاني والأعلاف مثل الشوفان والجلبانة.
- **مشاريع التجميع الفلاحي**: تمويل 63 مشروعاً استفاد منها أكثر من 56 ألف فلاح، مع التركيز على استبدال الزراعات المعيشية بأخرى ذات قيمة مضافة عالية، وتكثيف العمليات التقنية، وتنويع الإنتاج.
- **دعم الزراعات الزيتية والدواجن**: اتفاقيات مع الفيدراليات البيمهنية لتطوير أصناف جديدة تتكيف مع التغيرات المناخية وتعزيز سلاسل الإنتاج.

### **5. تطوير البنية التحتية والتسويق**
- **تجهيزات هيدروفلاحية**: دعم الدولة لتطوير أنظمة الري الموضعي والتكميلي، وتحسين البنية العقارية للحد من تجزئة الأراضي.
- **دعم التسويق**: مساعدة الفلاحين في تسويق المنتجات محلياً ودولياً، خاصة المنتجات العضوية، من خلال تسهيل الوصول إلى الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والمشاركة في المعارض الدولية.
- **منصات رقمية**: إطلاق "بطاقة المزارع" كهوية رقمية لتسهيل الدعم، الإرشاد، التمويل، والتسويق، مع توفير الشباك الوحيد الإلكتروني لتقديم طلبات الدعم.

### **6. التكوين والإرشاد الفلاحي**
- **برامج تكوينية**: تقديم دورات متخصصة للفلاحين والتقنيين في مراكز مثل مركز المكتب الشريف للفوسفاط، مع التركيز على الزراعة المستدامة والتقنيات الحديثة.
- **مواكبة الفلاحين**: تعزيز الإرشاد الفلاحي عبر استراتيجية "الجيل الأخضر" لخلق جيل جديد من المقاولين الشباب، مع تكوين 150 ألف فلاح في الخدمات الفلاحية.

### **7. مواجهة التحديات المناخية**
- **برامج التكيف مع الجفاف**: تنفيذ برنامج ملكي بتمويل من صندوق الحسن الثاني (3 مليارات درهم) لمواجهة نقص التساقطات المطرية، يشمل حماية الرصيد الحيواني والنباتي، إدارة ندرة المياه، والتأمين الفلاحي.
- **تطوير الأعلاف البديلة**: اتفاقيات مع المعهد الوطني للبحث الزراعي لتطوير أعلاف تتكيف مع التغيرات المناخية في مناطق مثل تادلة.

### **السياق الملكي**
التوجيهات الملكية، كما وردت في خطاب 12 أكتوبر 2018 واستقبال 19 أكتوبر 2018، شددت على:
- تحفيز الفلاحين على الانخراط في التعاونيات والتجمعات الفلاحية.
- تسهيل الولوج إلى العقار الفلاحي وتعبئة مليون هكتار من الأراضي السلالية للاستثمار.
- دعم الفلاحين الصغار من خلال تحسين تسويق المنتجات والتصدي للمضاربات.
- خلق طبقة وسطى فلاحية، مع تمكين 400 ألف أسرة من الوصول إليها وتثبيت 690 ألف أسرة أخرى، وتوفير 350 ألف فرصة عمل للشباب.

### **آليات الاستفادة**
- **الشباك الوحيد الإلكتروني**: يتيح للفلاحين تقديم طلبات الدعم عبر منصة إلكترونية 
- **وكالة التنمية الفلاحية**: تدير برامج الدعم وطلبات الاستثمار، مع تبسيط الإجراءات لتشجيع الفلاحين الصغار.
- **التواصل المباشر**: يمكن للفلاحين التواصل مع الجهات المختصة (مثل المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي) أو عبر أرقام مثل 0671337661 للاستفسارات.

### **الخلاصة**
سياسات دعم القطاع الفلاحي في 2025 تركز على تعزيز الإنتاجية، الحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الفلاحين الصغار والشباب في ظل التحديات المناخية والاقتصادية. التوجيهات الملكية تشكل العمود الفقري لهذه السياسات، مع التركيز على الاستدامة، الابتكار، وخلق فرص عمل. للاستفادة، يُنصح الفلاحون بمتابعة المنصات الرسمية والتواصل مع الجهات المختصة لتقديم طلبات الدعم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم