لا تضغطوا على الحسن الثاني!!


لا تضغطوا على الحسن الثاني!!

رفعت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة ‏الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة.‏

ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.

ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها ورقة معدة من قبل وزارة الخارجية بواشنطن بتاريخ 12 دجنبر 1984.  وفيما يلي أهم ما جاء في هذه الورقة:

قبل وقت قصير من انعقاد القمة المغاربية الكبرى شكل معمر القذافي فزاعة لأمريكا لعدة سنوات كما تؤكد ذلك ورقة معدة من قبل مصالح وزارة الخارجية الأمريكية في 12 دجنبر 1984 تضمنت تحليلا دقيقا للوضع آنذاك.

وتضمنت الورقة توصيات من أجل تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الحفاظ على الأنظمة المعتدلة وتقويتها، ومحاربة الأنشطة التي ترعاها ليبيا والسعي لعزل القذافي وضمان الحضور الدائم في المنطقة لأغراض تجارية وعسكرية استراتيجية.

واعتبر معدو الوثيقة أن معاهدة الاتحاد بين المغرب وليبيا تعيد تعديل الوضع السياسي في شمال إفريقيا بطريقة مقلقة، إذ أن الحسن الثاني والقذافي شعرا كلاهما بالعزلة السياسية، وتصور كل منهما أن الاتحاد هو المخرج من المعضلة. ومن خلال الاتحاد، ربما كسب الحسن الثاني وقتا يوطد فيه موقفه في الصحراء. واكتسب القذافي قدرا غير مستحق من الاحترام.

ومن ضمن التوصيات كذلك تقليص النفوذ السوفياتي في المنطقة وضمان وصول الغرب إلى موارد للمنطقة وتوسيع سوق السلع والخدمات الأمريكية والحد من الاستقطاب الإقليمي والسعي لإلغاء معاهدة الاتحاد المغربي الليبي.

واعتبارا لمعرفة الخبراء الذين أعدوا الوثيقة بشخصية الحسن الثاني فقد نبهوا في توصياتهم إلى ضرورة تفادي الضغط عليه علنا لإلغاء المعاهدة، وتذكيره في المقابل بشكل دوري بمخاوف الأمريكيين وبتصريحه بأنه إذا فشلت محاولات “ترويض” القذافي، فسوف يقبر الاتحاد.


إرسال تعليق

أحدث أقدم