تزامنا مع إلغاء عيد الأضحى.. استعمال “مضادات حيوية” للأغنام يثير الجدل
جدل واسع ذلك الذي أثاره شريط فيديو لمربي أغنام مغربي، يُحذر فيه من استهلاك لحوم الأبقار والأغنام التي كانت موجهة للذبح بمناسبة عيد الأضحى، بسبب مزاعم تفيد باحتوائها على مضادات حيوية، داعيا إلى تفاديها لمدة شهرين، بالنظر إلى تداعياتها الصحية الخطيرة على صحة الإنسان.
تفاعلا مع هذا اللغط الذي يتزامن وقرار الملك محمد السادس إعفاء الشعب المغربي من إقامة شعيرة نحر أضاحي العيد هذا العام بسبب تراجع القطيع الوطني وتداعيات الجفاف؛ أوضح بوعزة الخراطي رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك وهو في الآن ذاته طبيب بيطري، أن المضادات الحيوية التي أصبحت حديث المغاربة خلال الساعات القليلة الماضية، تستخدم لمعالجة الالتهابات البكتيرية التي تصيب الأبقار وبعض أنواع الحيوانات مثل الكلاب والقطط، وذلك في احترام تام لكيفية استعمالها، نافيا وصفها للأغنام.
وبحسب الخراطي، فالمضاد الحيوي موضوع الجدل يدعى “شوتابين”، وهو من مجموعة البنسلين طويل المفعول يُستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية، ويصل مفعوله إلى 60 يوما حتى يختفي تماما أثرهمن لحوم المواشي، موضحا في تصريح لـ”الأيام 24″، أنه صحيح أن اللحوم التي تحتوي على بقايا “البنسلين” قد تسبب متاعب صحية لمن يتناولها، خاصة لدى الأشخاص الذين لهم حساسية من هذه المادة، لكن التهويل يبقى مرفوضا، خاصة، يضيف المتحدث، وأن السلطات الصحية، ممثلة في “أونسا” تشرف بدقة وباستمرار عبر مصالحها البيطرية على العملية.
في السياق ذاته، شدد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على أن “الادعاءات المتداولة لا تستند إلى معطيات علمية دقيقة”، مؤكدا أن جميع اللحوم المتوفرة في الأسواق تخضع للفحوصات البيطرية اللازمة، قبل طرحها للاستهلاك.
ومثلما أقر بوعزة الخراطي، أفاد “أونسا” في إفادة له توصلت بها “الأيام 24″، بأن وصف الأدوية البيطرية واستعمالها “يتم حصريا من طرف الأطباء البياطرة، بعد التشخيص المسبق لأي حالة مرضية وتحديد الدواء البيطري المناسب، طبقا للقوانين الجاري بها العمل”،
أما بالنسبة للقاحات، فذكر المكتب أنها “مواد بيولوجية مخصصة لوقاية الحيوانات من الأمراض وتعزيز مناعتها، ولا تشكل أي خطر على صحة الإنسان أو الحيوان او البيئة، وهي مواد تستعمل فقط من طرف المصالح البيطرية التابعة لـ(أونسا) والأطباء البياطرة الخواص في إطار برامج الوقاية من الأمراض الحيوانية”.
من جهتها، أكدت الهيئة الوطنية للبياطرة أن حملات التلقيح الوطنية التي يتم القيام بها تستخدم فيها لقاحات بيطرية لا تضر بسلامة وجودة اللحوم، فضلا عن وجود مراقبة صحية للحوم الحمراء على مستوى المجازر الوطنية، مما يضمن ترويج و عرض لحوم حمراء سليمة وصالحة للاستهلاك، وتوقفت عند التتبع الميداني الذي تباشره المصالح البيطرية للتأكد من ظروف إنتاج ونقل وتخزين المنتجات الغذائية مع أخذ العينات للبحث عن بقايا الأدوية، بما فيها اللحوم.
وشددت الهيئة، في بلاغ لها، على أن مهنة الطب البيطري مهنة ينظمها القانون، ويبقى الطبيب البيطري المنتدب المؤهل الوحيد لفحص وتشخيص ووصف الأدوية البيطرية، وعند الاقتضاء تقديم العلاجات اللازمة للحيوانات تحت مسؤوليته من خلال استعمال أدوية بيطرية مرخصة على المستوى الوطني.