الطالبي: إفريقيا تشهد دينامية إقتصادية والمبادرة الأطلسية طموحة للنهوض بإفريقيا
أكد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، اليوم الخميس، أن “في صدارة الإمكانيات التي
تؤهل إفريقيا لتحمل صفة “قارة المستقبل”، هو عنصر التكامل في الموارد وبين اقتصادات بلدانها”.
وأضاف العلمي في كلمة له في افتتاح المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية بمجلس النواب، أنه “يوجد إلى جانب ذلك مواردها البشرية الشابة، وكفاءاتها التي تحقق نجاحات كبرى في بلاد المهجر، فضلا عن أراضيها الخصبة القابلة للزراعة التي يمكنها توفير الغذاء لسكان القارة ولجزء كبير من سكان العالم”.
وتابع أنه “مما يزيد من قيمة هاتين الرافعتين وجود إفريقيا بين محيطين كبيرين وبحرين وتوفرها على ممرات بحرية استراتيجية، ما يمنحها إمكانيات بحرية هائلة لإقامة التجهيزات الأساسية المينائية التي هي اليوم شِرْيَانُ المبادلات الدولية ؛ والبنيات السياحية الجاذبة لرؤوس الأموال والسياح، فضلا عما تغتني به البحار من مصادر غذاء استراتيجية”.
ومن حسن حظ قارتنا، يضيف العلمي، أنها “تتوفر أيضا على المعادن الاستراتيجية التي تتنافس عليها اليوم الصناعات والتكنولوجيات المعاصرة، فضلا عن المعادن والطاقات التقليدية والإمكانيات الكبرى لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة”.
وقال العلمي إنه “استثمارًا لهذه الإمكانيات واستشعارًا لحجم التحديات وللمسؤولية التاريخية، تشهد قارتنا العديد من الديناميات، الاقتصادية والسياسية، ومنها الدور المتزايد للاتحاد الافريقي، كإطار للعمل الافريقي المشترك، ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتكتلات الاقتصادية الجهوية الإفريقية التي تعتبر إطارًا للتعاون والمبادلات الاقتصادية، مع استثناء واحد في شمال القارة مع كامل الأسف”.
وتابع أنه “ثمة مبادرات أخرى واعدة واستراتيجية مطروحة على الأرض، ومنها مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، إلى جانب مبادرة تمكين بلدان الساحل الافريقية من الولوج إلى المحيط الأطلسي اللذين أطلقهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهما يتكاملان مع مشروع أنبوب الغاز-نيجيريا-المغرب أروبا، مرورا بـ 13 بلدًا إفريقيا”.
ةقال البعلمي إنه “قي السياق الدولي الراهن، وإزاء التحديات التي تناقشون جزء منها خلال منتداكم هذا، تحتاج إفريقيا إلى المرور إلى العمل، وإلى السرعة القصوى في الإنجاز”.
واستحضر رئيس مجلس النواب “دور مثل هذه اللقاءات في إنضاج الأفكار والاقتراحات مما يستدعي جعلها تقاليد مؤسساتية خاصة عندما يتعلق الأمر بالبرلمانات التي لا تخفى مكانتها المؤسساتية والسياسية وأدوارها في تقريب الآراء بين بلداننا”.
وأكد العلمي أن “مواجهة التحديات وربح الرهانات تحتاج إلى تفعيل الإرادة السياسية المشتركة، وتحويل الطموح إلى سياسات ومشاريع ومنجزات. وكما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله منذ عشر سنوات بالضبط فإن “إفريقيا قارة كبيرة بقواها الحية، وبمواردها وإمكاناتها الذاتية، ذلك أنها لم تعد قارة مستعمرة. لذا فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا”. (انتهى النطق الملكي).
وأشار إلى أن “الثقة، هي ثقة في الذات، وفي الامكانيات وفي القدرة على الإنجاز، وثقة بين مكونات القارة الواحدة، وثقة في المستقبل الذي ينبغي أن نبنيه معًا لنكونَ مؤثرينَ في القرار الدولي، ولكي نكونَ مؤثرينَ ينبغي أن نكونَ مبادرينَ، أقوياءَ، متمكنينَ وآخذين لمصيرنا بأيدينا”.
وقال العلمي موجها خطابه للمشاركين “تفرض علينا حالة اللايقين في النظام الدولي، وازدهار الأنانيات الوطنية والمحاور عبر العالم، وطموحات شعوبنا وحقنا المشروع، كأفارقة في التقدم والرخاء والازدهار، بأن نأخذ مصيرنا بأيدينا. فالتطرف والإرهاب، يزدهر في سياقات الفقر، والانفصال يهدد بتفكك الدول وبالتمدد، والتماهي معه، خطر على الجميع، وقوة الدولة الوطنية الإفريقية ضرورة تاريخية، والشراكات مع باقي القوى العالمية تحتاج إلى وحدة الموقف، وإلى اقتصادات قوية وإلى ترسيخ وتقوية الشراكات جنوب – جنوب وفق منطق الربح المشترك”.