الرزق على الله

 



الرزق على الله‎


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تعسف رهيب، سأوقف الهجرة بصورة دائمة من كل دول العالم الثالث، و “ترحيل أي شخص لا يقدم للولايات المتحدة قيمة إضافية”.


يحق للبشر من كل مكان السعي والرزق، آفاق مفتوحة في ملكوت الله،


إنّ العلاقة بين السعي والرزق هي من أعمق القواعد التي يقوم عليها نظام الحياة في الكون الذي أبدعه الخالق. فالله، سبحانه وتعالى، قد تكفّل بضمان الرزق لكل مخلوق، لكنّه جعل الوصول إلى هذا الرزق (مرتبطاً بحركة الإنسان )وجهده، في معادلة إلهية تُكرم العمل وتُقدّر الجد. ومن عظيم فضله تعالى أن جعل مواطن الرزق لا تقتصر على مكان دون آخر، بل هي مبثوثة في كل شبر من خلقه.


الرزق مكفول والسعي مفتاح


الرزق هو كل ما يسوقه الله للمخلوق من خير، سواء كان مادياً (كالمال والطعام) أو معنوياً (كالعلم والصحة والسكينة). وفي العقيدة، يُعد الرزق قدراً مقسوماً لا محالة، ولكن هذا لا يعني التواكل. بل على العكس، جاءت الأوامر الإلهية تحث على الأخذ بالأسباب، فالسعي هو الأداة التي بها يُفتح باب الرزق المقدّر.


“فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور” (سورة الملك، الآية 15)


هذه الآية الكريمة ترسخ مبدأ أن الأرض مُذللة ومُمهدة لحركة الإنسان، وكلمة “مناكبها” تشير إلى جوانبها وطرقها الواسعة، دعوة صريحة للتنقل والبحث والعمل.


الأرض كلها ميادين للرزق

أعظم ما يمنح الأمل ويوسع آفاق العمل هو إدراك أن الرزق في كل مكان خلقه الله.

فالخالق لم يحصر الخير في منطقة جغرافية أو مهنة محددة، بل جعل أبوابه مفتوحة على مصراعيها:

في البر والبحر والجو: رزق الصياد في أعماق البحار، ورزق المزارع في تربة الأرض، ورزق التاجر يتنقل بين الأجواء حاملاً البضائع. كل عنصر من عناصر هذا الكون يحمل في طياته فرصاً ومواد خام يمكن للإنسان تسخيرها بسعيه.


في المدن والحواضر والأرياف: يجد العالِم رزقه في البحث والمعرفة في الجامعات، ويجد الحِرفي رزقه في صنعته بالأسواق، ويجد الباحث عن الهدوء والزراعة رزقه في الأرياف. التنوع البشري والمكاني هو بحد ذاته مصدر لتنوع الأرزاق.


في المهن التقليدية والحديثة: لم يعد الرزق مقتصراً على ما عُرف قديماً. فاليوم، يجد المبرمج والكاتب والمصمم رزقه من خلال شاشات الحاسوب، عابراً الحدود الجغرافية. وهذا يؤكد أن الرزق يواكب تطور الحياة، فالمهم هو السعي والمواكبة والإتقان.


الإخلاص والبركة في السعي

السعي ليس مجرد حركة جسدية، بل هو عمل قلبي أيضاً. فمتى ما أخلص الإنسان نيته لله في عمله وسعيه، حتى لو كان عمله بسيطاً، حلّت البركة في رزقه. وهذا ما يفتح آفاقاً جديدة لا تُقاس بالكمّ المادي وحده، بل بالكيفية والبركة والرضا.


إنّ الشعور بأن الأرض كلها ملك لله وأن رزقك سيصل إليك أينما كنت، يحرر الإنسان من الخوف والقلق المفرط على المستقبل. هذا الإدراك يدفع المؤمن للعمل بثقة واجتهاد، فإن فاته رزق في مكان، أيقن أن رزقاً آخر ينتظره في مكان أو مجال آخر، لأن خزائن الله لا تنفد.


السعي هو قانون الحركة والعمل الذي وضعه الله للوصول إلى الرزق المقدر. وحقيقة أن الرزق متاح في كل مكان خلقه الله هي رحمة إلهية وتوسيع للآفاق، تمنع اليأس وتحرض على الهجرة والتنقل والتعلم المستمر، لتوظيف الطاقات البشرية في استثمار خيرات هذا الكون الواسع.

الدليل من الإنجيل (العهد الجديد)

بينما يركز العهد الجديد أكثر على الخلاص الروحي، فإنه لا يلغي العمل والسعي المادي، بل يقدسه ويجعله دليلاً على الإيمان الصادق:


1. العمل بجدية وإخلاص

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي (3: 23-24):


“وَمَهْمَا عَمِلْتُمْ، فَاعْمَلُوا كَمَا لِلرَّبِّ، لاَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ سَوْفَ تَنَالُونَ الْجَزَاءَ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.”


الدلالة: تحويل العمل اليومي (السعي) إلى عبادة وخدمة لله. السعي مطلوب، ويجب أن يكون بجودة وإتقان، لأن المكافأة الحقيقية (الرزق الروحي والمادي) تأتي من الله.


2. التحذير من الكسل والبطالة

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي (3: 10):


“فَإِنَّنَا أَيْضًا لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُمْ أَوْصَيْنَاكُمْ بِهذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ، فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا.”


الدلالة: هذه من أقوى الآيات التي تضع شرطاً مباشراً على الرزق المادي: يجب السعي والعمل. هي رفض واضح للتواكل والاعتماد على الغير ما دام الإنسان قادراً على العمل.


3. مثل الوزنات (التجارة والسعي)

إنجيل متى (25: 14-30) – مَثَلُ الوَزَنَات:


يحكي المسيح عن سيد أعطى عبيده أموالاً (وزنات) ليتاجروا بها. العبدان اللذان سعيا وعملا بالوزنات ضاعفاها وكوفئا بالبركة والنجاح، بينما العبد الذي كسل وخبأ وزنته في الأرض عوقب.


الدلالة: هذا المثل يحث بشكل مباشر على استثمار الموارد، والعمل، والمخاطرة المحسوبة (السعي التجاري) بدلاً من الخمول والتخزين. وهو تطبيق عملي لمبدأ السعي للرزق وتثميره.


4. البحث عن البركات الروحية والمادية معاً

إنجيل متى (6: 33):


“لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.”


الدلالة: هذه الآية لا تلغي السعي، بل تُرتب الأولويات. هي تطمئن المؤمن بأن متطلبات الحياة (الرزق) ستُضاف له ما دام مُنشغلاً بالبحث عن الأهداف السامية والروحية (السعي الروحي)، مما يضمن له التوفيق والبركة في سعيه المادي.


عناوين 


حركة انتقالية جزئية للكتاب العامين بالعمالات


تطبيق “أوبر” يستأنف خدماته بالمغرب


مراكش تبهر العالم في مأدبة الأنتربول و قصر البديع يتحول إلى منصة دبلوماسية عالمية


شاعر: خوفي على والدتي جعلني أرتكب خطأ العمر


العدول: مشروع القانون 16.22 مجزرة للمهنة


حريق يضرب "قبة السوق" التاريخي بتازة ويتسبب في أضرار كبيرة


الدارالبيضاء .. إطلاق النسخة الثانية من برنامج Art’s Factory


وزارة التضامن: الخصاص في مراكز الإيواء يعرقل التكفل بالمختلين عقليا في الشوارع


أيت بودلال يفرض نفسه في الليغ 1 ويقود رين لانتصار ثمين خارج الديار


🤝انضم إلينا واحصل على أخير الأخبار متنوعة وطنية ودولية 📢 إلى أعجبك الفيديو شركه مع أصدقائك ؟ 


ولا تبخل علينا بـ:


👍 إعجاب🤓


💬 تعليق


📤 مشاركة


🎁 كلها مجانية 😂


🔔 ولا تنسَ تفعيل الجرس... دعه يشعر أنه لا يزال على قيد الحياة 🛎️😅


🙏 شكرًا لكم، دعمكم هو سبب استمرارنا، ومعكم نكبر يومًا بعد يوم 🇲🇦📈 


📢 تابعونا فـ مواقع التواصل الاجتماعي باش توصلكم كل الجديد اخبار الكترونية من مصدرها الرسمي 📰🗞️ Google News

تعليقات

المشاركات الشائعة