تفاصيل احتجاجات الشباب في المغرب (جيل زد 212)
بناءً على أحدث التطورات حتى 14 أكتوبر 2025، إليك نظرة شاملة ومفصلة على احتجاجات الشباب المعروفة بـ"جيل زد 212" (GenZ 212)، التي أثارت جدلاً واسعاً في المغرب وخارجه. هذه الحركة الشبابية، التي قادها جيل الشباب من مواليد التسعينيات المتأخرة ومطلع الألفية (1997-2012)، تمثل أكبر حراك اجتماعي منذ احتجاجات 2011 وحراك الريف 2016-2017. سأقسم التفاصيل لتكون أوضح، مستنداً إلى تقارير إعلامية ومنشورات على منصة إكس.
**الخلفية والأسباب الرئيسية**
- **السياق الاجتماعي**: اندلعت الاحتجاجات وسط أزمة حادة في قطاعي الصحة والتعليم. يعاني المغرب من نقص حاد في الأطباء (4 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، أقل من المعدل الدولي)، وحلولت البلاد المرتبة 94 من 99 في مؤشر "نامبيو" للرعاية الصحية لعام 2025. كما يواجه 25% من الشباب (15-24 سنة) البطالة أو عدم الاندماج في التعليم أو التدريب، مما يزيد من الهجرة الإجبارية والإحباط.
- **المحفز المباشر**: حادثة وفاة 8 نساء في قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني الجهوي بأكادير خلال شهر واحد (سبتمبر 2025)، وُصفت بـ"الإهمال الطبي"، أشعلت الغضب. كما انتقد الشباب "أزمة الأولويات" الحكومية، حيث يُخصص مليارات الدراهم لبناء ملاعب لكأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030، بينما تفتقر المستشفيات إلى المعدات الأساسية.
- **الانتشار الرقمي**: استلهمت الحركة احتجاجات "جيل زد" في نيبال وبيرو (2025)، حيث أدت إلى إسقاط حكومات. بدأت كمناقشات على تيك توك وإنستغرام تحت وسم #GenZ212 (212 يرمز لرقم الهاتف المغربي)، ثم تحولت إلى تنسيق عبر خادم ديسكورد أُطلق في 18 سبتمبر 2025 بأقل من 1000 عضو، ليصل إلى 250 ألف عضو بحلول 7 أكتوبر.
**المنظمة والمشاركون**
- **الهيكل**: حركة لامركزية ومجهولة الهوية، غير مرتبطة بأحزاب سياسية. يُدار التنسيق عبر ديسكورد (اختيارها لعدم معرفتها من قبل الشرطة المغربية)، مع بيانات على فيسبوك وتيليغرام. وصفها المنظمون بـ"فضاء نقاش" لشباب مستقلين، يؤكدون "حبهم للوطن والملك" ورفض العنف.
- **المشاركون**: آلاف الشباب في مدن كبرى مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة، مكناس، وجدة، أكادير، وإنزكان. يرفعون شعارات مثل "الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، "الصحة أولاً"، "لا صحة لا تعليم، هذا مغرب الله كريم"، و"ما بغيناش كأس العالم".
- **التأثير الرقمي**: أثارت انقساماً على إكس؛ بعض يمدحون سلميتها وشرعيتها، وآخرون يحذرون من "استغلالها" من قبل جماعات مثل "العدل والإحسان" أو نشطاء مثل حميد المهداوي. كما دعا البعض لمقاطعة مباريات المنتخب للتأكيد على "قضايا الوطن أولاً".
**المطالب الرئيسية**
- إصلاح عاجل لقطاعي الصحة والتعليم: زيادة الاستثمارات، توظيف أطباء ومعلمين، وتحسين الخدمات.
- إقالة الحكومة ومحاربة الفساد: في 3 أكتوبر، طالبوا بإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية.
- السلمية: أصدرت الحركة بيانات تندد بالتخريب، ودعت إلى وقفات سلمية، مع استطلاعات داخلية أظهرت 57% لاستمرار التظاهر و43% للتوقف مؤقتاً.
**التسلسل الزمني للأحداث**
- **27-28 سبتمبر 2025**: أول مظاهرات في الرباط والدار البيضاء، منعتها السلطات بقوات مساعدة. فرقت وقفات في طنجة ومكناس.
- **29 سبتمبر - 2 أكتوبر**: توسع الاحتجاجات إلى وجدة وأكادير، مع هتافات "الشعب في واد والملك في واد آخر". اعتقال عشرات، وإفراج عن بعضهم بكفالة.
- **3-4 أكتوبر**: تصعيد في إنزكان وآيت عميرة؛ اشتباكات عنيفة أسفرت عن 3 قتلى (رسمياً)، 300 جريح، و409 معتقلين (193 متابعة قضائية). أعلنت السلطات 24 تحقيقاً في الدار البيضاء لقطع طريق سريع.
- **5-10 أكتوبر**: استمرار المواجهات، مع حرق سيارات أمنية ومهاجمة مراكز شرطة في بعض المدن، مما أثار مخاوف من "سيناريو نيبال".
- **11 أكتوبر**: تعليق مؤقت للاحتجاجات من قبل الحركة، كـ"خطوة استراتيجية لتعزيز التنظيم"، لمرحلة "أكثر فاعلية وتأثيراً".
- **12-14 أكتوبر**: نقاشات مستمرة على إكس حول مقاطعة مباريات المنتخب، مع انتقادات للحكومة ودعوات للسلمية.
**ردود الفعل والتأثير**
- **الحكومة والسلطات**: أعرب رئيس الوزراء عزيز أخنوش عن "أسف عميق" للضحايا، وأكد متابعة المطالب الاجتماعية. لم يصدر بيان رسمي عن الاعتقالات، لكن جمعيات حقوقية سجلت 70 توقيفاً، وانتقدت "انتهاك حرية التعبير".
- **الرأي العام**: انقسام بين مؤيدين يرونها "ثورة رقمية"، ومعارضين يتهمونها بالتحريض من نشطاء أو جماعات إسلامية. أثارت نقاشات في دول عربية أخرى عن "غضب الشباب".
- **التأثير**: أجبرت الحكومة على إعادة النظر في الميزانية، لكنها أثارت مخاوف أمنية. أكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان سلمية معظم الاحتجاجات.
هذه الحركة تعكس غضباً عميقاً لجيل يشعر بالتهميش، لكنها تواجه تحديات في الحفاظ على سلميتها وسط التصعيد. إذا كنت تريد تفاصيل عن مدينة معينة، أو تحليل لفيديو/صورة من الاحتجاجات، أو تحديثات إضافية، قل لي!