الذكرى ال25 لعيد العرش.. اهتمام ملكي بالخط المغربي كتراث حضاري وهوية وطنية
شكل اهتمام جلالة الملك محمد السادس بالخط المغربي منذ اعتلائه العرش سنة 1999، دفعة قوية لتحقيق نهضة خطية في كل ربوع المملكة، وتعتبر جائزة محمد السادس لفن الخط المغربي وفن الزخرفة وفن الحروفية محفزا أساسيا لبعث وإحياء الخط المغربي من جديد، وجعله جزءا من المجال التنموي على مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية.
كما عملت وزارة الأوقاف بتوجيهات من أمير المؤمنين جلالة الملكة محمد السادس على تنظيم أنشطة ثقافية تنشر الوعي حول الخط المغربي في صفوف الخطاطين الشباب، من خلال معارض وإصدار أدلة مرجعية فنية، وتنظيم ورشات وطنية لرفع مستوى الوعي بتقنيات الخط المغربي ومراحل تطوره عبر التراث المغربي، مع التشجيع على البحث في هذا المجال لحفظ التراث المغربي الأثري المخطوط باعتباره جزء من الهوية الوطنية، ونتاج تفاعل فني مع البيئة المغربية بمختلف مكوناتها.
وتجسد كذلك اهتمام جلالة الملك محمد السادس بالخط المغربي في تدشين أوراش كبرى وخزانات علمية جديدة، ومرافق معرفية حديثة، ومؤسسات تنموية كبرى فاعلة، حيث تم إحداث مدارس خطية، منها: أكاديمية الفنون التقليدية بالدار البيضاء، شعبة فن الخط، ومدرسة الصهريج بفاس، سلك التكوين في الخط، ومؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، وغيرها من الأوراش الداعمة للمجال الخطي ببلادنا.
وقد أعطت هذه الرعاية الملكية مكانة لائقة للخطاطة والمخطوطات وللخط والخطاطين وللزخرفة والمزخرفين وللحروفية والحروفيين، بل أصبحت المملكة تعرف تنوعا كبيرا في الاستعمالات الخطية المغربية سواء ما تعلق باللوحات الفنية والإبداعات الجمالية المعاصرة، أو ما تعلق بالتجاور الخطي والصناعة التقليدية.
وبالنظر إلى عامل التشجيع والتحفيز الذي يوليه الملك محمد السادس للرقي بالمنظومة الخطية بالمغرب، فقد انعكس ذلك إيجابا على روح التجديد في فن الخط المغربي وفن الزخرفة وفن الحروفية المغربية، حيث عرف هذا المجال تطورا سريعا، أسهم في التنمية في مختلف المجالات.