تفاصيل عن غزة والوضع السياسي التاريخي

 


غزة هي مدينة ساحلية فلسطينية تقع في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي أكبر مدن قطاع غزة ومركز محافظة غزة إداريًا. تبعد عن القدس حوالي 78 كم جنوب غربًا، ويحدها من الشمال الشرقي أراضي محتلة منذ عام 1948. تُعد غزة واحدة من أقدم المدن في التاريخ، حيث أسسها الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وتتميز بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا عبر العصور.

الجغرافيا والسكان

المساحة: تبلغ مساحة مدينة غزة حوالي 56 كم²، بينما يبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 365 كم²، بطول 41 كم وعرض يتراوح بين 6-12 كم.

السكان: وفقًا لتقديرات عام 2023، يبلغ عدد سكان مدينة غزة حوالي 2.14 مليون نسمة، مما يجعلها أكبر تجمع فلسطيني وواحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم. معظم السكان هم فلسطينيون عرب، يشكلون 99% من السكان، وغالبيتهم مسلمون (99.3%) مع أقلية مسيحية (0.7%).

المناخ: مناخ غزة معتدل، شتاؤها لطيف وصيفها حار وجاف.

التاريخ

العصور القديمة: أسسها الكنعانيون، واحتلتها إمبراطوريات عديدة مثل الفراعنة، الإغريق، الرومان، البيزنطيين، والعثمانيين. دخلها المسلمون عام 635م، فأصبحت مركزًا إسلاميًا هامًا. تُعرف بـ"غزة هاشم" نسبة إلى هاشم بن عبد مناف، جد النبي محمد، الذي دُفن فيها، وهي مسقط رأس الإمام الشافعي (767م).

العصور الوسطى والحديثة: سُميت "غادرز" من قبل الصليبيين، و"گازا" بالإنجليزية. خلال الانتداب البريطاني (1918-1948)، كانت جزءًا من فلسطين، ثم خضعت للإدارة المصرية (1948-1967) حتى احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

الوضع الحالي: منذ 2007، تسيطر حركة حماس على قطاع غزة بعد صراع مع فتح، ويخضع القطاع لحصار إسرائيلي بري وبحري وجوي، مما تسبب في نقص حاد في المياه، الكهرباء، الأدوية، وفرص العمل، مع ارتفاع البطالة إلى أكثر من 70%.

الأهمية الاقتصادية والثقافية

التجارة: تاريخيًا، كانت غزة مركزًا تجاريًا رئيسيًا بفضل موقعها بين آسيا وإفريقيا، حيث كانت نقطة وصل للقوافل التجارية. اشتهرت بزراعة القمح، الشعير، القطن، والحمضيات، وصادراتها عبر مينائها.

الثقافة: تحمل غزة تراثًا ثقافيًا غنيًا، مع معالم مثل جامع السيد هاشم، وتعد مركزًا للتعددية الثقافية بفضل تأثير الحضارات المختلفة.

الوضع الإنساني الحالي

الحصار: منذ 2007، يعاني القطاع من حصار إسرائيلي مشدد، مما أدى إلى أزمات إنسانية حادة، بما في ذلك نقص الغذاء، المياه، والكهرباء، وتدمير البنية التحتية. وفقًا لتقارير، بلغت نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي 96% بحلول أغسطس 2025.

النزاع: شهد القطاع حروبًا متكررة، أبرزها هجوم 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تصعيد عسكري إسرائيلي أسفر عن عشرات الآلاف من الضحايا وتدمير واسع. تقارير تشير إلى مقتل 61,776 فلسطينيًا بحلول أغسطس 2025.

جهود وقف إطلاق النار: في 2025، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت (19 يناير - 18 مارس) شمل تبادل أسرى وسماح بدخول مساعدات، لكنه انهار لاحقًا مع استئناف الهجمات الإسرائيلية.

معالم بارزة

جامع السيد هاشم: يضم قبر هاشم بن عبد مناف.

سوق اليرموك: السوق المركزي في المدينة.

ميناء غزة: كان مركزًا تجاريًا هامًا تاريخيًا.

تحديات

يعاني سكان غزة من ظروف معيشية صعبة بسبب الحصار، النزاع المستمر، وتدمير البنية التحتية. الأطفال يتحملون وطأة العنف بشكل خاص، مع تقارير عن نقص حاد في المياه النظيفة والرعاية الصحية. رغم ذلك، يظل السكان متمسكين بالأمل في إعادة بناء القطاع.


إرسال تعليق

أحدث أقدم