جامعات تركية خاصة تحاول استقطاب الطلبة المغاربة بتوفير "عروض مُغرية


جامعات تركية خاصة تحاول استقطاب الطلبة المغاربة بتوفير "عروض مُغرية"

مباشرة بعد نهاية السنة الدراسية تبدأ لدى الناجحين في امتحانات السنة الثانية بكالوريا مسيرةٌ ثانية تتعلق بتحديد مسارهم الجامعي بين المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح أو ذات المقاعد المحدودة، في حين تحاول فئة من ذوي الإمكانيات المادية منهم متابعة دراستها الجامعية خارج البلاد.


وتكثف الجامعات التركية الخاصة في هذه الفترة بالذات تحركاتها من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب المغاربة الراغبين في استكمال دراستهم بتركيا، والذين لا يستوفون الشروط التي تفرضها دول أخرى كفرنسا بشكل رئيسي.


وكمثال على هذه التحركات “الاستقطابية” يرتقب أن يتوافد، نهاية الأسبوع، مسؤولون بجامعات تركية خاصة إلى المغرب في إطار معرض يحاولون فيه “إغراء” المغاربة بما يشكل “امتيازات وعروض حصرية تتفوق فيها تركيا على دول أخرى يقصدها شباب المملكة لاستكمال دراستهم الجامعية”.


وإلى جانب الوجهات الأوروبية الكلاسيكية كفرنسا وبلجيكا تتنافس تركيا في هذا الصدد مع الصين، التي باتت بدورها وجهة جديدة للطلاب المغاربة، في الوقت الذي تعذّر على أوكرانيا الاستمرار في تقديم نفسها كملاذٍ للمغاربة الباحثين عن ديبلومات خاصة في الصيدلة أو الهندسة بعدما حالت الحرب، التي تعيشها منذ أزيد من سنتين، دون ذلك.


ومما بسطه متدخلون تحدثوا لهسبريس حول الموضوع أن “تركيا باتت في الآونة الأخيرة توفر امتيازات للمغاربة، الذين لم يحالفهم الحظ في متابعة الدراسة في أوروبا، عبر توفير تكوينات بجامعات خاصة مقابل رسوم متوسطة، في حين أن هناك إشكالية في معادلة بعض الديبلومات مع نظيرتها الوطنية”.


وقال عبد الله الخصيب، مدير مركزٍ للدراسة بالخارج، إن “الوجهة التركية تجذب الطلبة المغاربة بحكم الديبلومات منخفضة التكلفة التي توفرها، حيث يمكن لكل مغربي أن يدرس عاما هناك في أي تخصص مقابل رسوم تتراوح بين 30 و35 ألف درهم، في حين أن الوجهات الأوروبية والكندية، على سبيل المثال، تعرف تعقيدات في الإقامة وتوفير المنح ورسوما بالفعل جد مرتفعة”.


وأبرز الخصيب، في تصريح لهسبريس، أن “ما يساهم كذلك في استقطاب المغاربة هو عدم اشتراط الجامعات التركية معدلات عالية، خصوصا الجامعات الخاصة منها، عكس الجامعات الأوروبية التي تشترط معايير جد صارمة، فضلا عن كون تركيا تتوفر على مناخ ثقافي شبيه نسبيا بالمغرب، وهو ما يسمح باندماج الطلبة المغاربة سريعا في المجتمع التركي”.


وأضاف أن “هناك فئة واسعة من التلاميذ المغاربة الذين يريدون الدراسة بهذا البلد تقبل على مراكز التسجيل هذه الأيام من أجل ضمان مقاعدها بجامعات توفر تكوينات في مختلف التخصصات، بما فيها الهندسة بمختلف أصنافها، والصيدلة، والذكاء الاصطناعي، والإدارة، في حين هناك طلبة آخرون محظوظون بسبب حصولهم على المنحة التي تقدمها الحكومة التركية بعد استيفائهم بعض الشروط المحددة سالفا”.


بالمقابل أكد كمال عاشير، مسير مركز للدراسات بالخارج، أنه “على الرغم من كل الاستقطابات، التي تحاول الجامعات التركية الخاصة أن تقوم بها، فإن تركيا لم تعد تلك الوجهة التي عُرفت سابقا بعد أن صار نظرُ التلاميذ والطلبة منصبا بشكل كبير على الدول الأوروبية، فضلا عن بروز دول جديدة كالصين التي تقدم عروضا جامعية مهمة”.


ومن منطلق ارتباطه المهني بالمجال كشف عاشير أن “المنحة التي تقدمها الحكومة ليست مضمونة بشكل قطعي بالنسبة للتلاميذ والطلبة، وما قد يجذبهم إلى هناك هو بعض التسهيلات التي تهم الإقامة لكون الدولة لا تفرض تأشيرة لدخول البلاد والاستقرار بها”، مضيفا أن “فرنسا وبلجيكا لا تزالان تحظيان باهتمام المغاربة نظير ما تقدمانه من ديبلومات معترف بها وطنيا”.


وأضاف أن “عددا من الأفراد يسقطون في شباك بعض الجامعات التركية الخاصة التي تقدم ديبلومات معترف بها داخليا فقط، بينما لا وزن لها في المغرب، الذي لا يمنح للحاصلين عليها قرار المعادلة، مما يجعل الشهادة غير مجدية هنا بالمملكة، عكس الدول الأخرى التي تقدم جامعاتها، الخاصة منها كذلك، ديبلومات تعترف بها المملكة”.

وعاد المسير سالف الذكر إلى الإشارة إلى أن “عددا من المغاربة يركزون بالتحديد على الرسوم التي يجب تأديتها فقط، وهناك من يشيد بالحصول على ديبلوم في الهندسة بأداء 3 ملايين سنتيم كل سنة، في حين لا يلفت الانتباه إلى قيمة الديبلوم العلمية وإمكانية معادلته في المغرب”.


إرسال تعليق

أحدث أقدم