أزمة رفع موريتانيا أسعار الجمارك عن وارداتها من "خضر المملكة".. مصادر حكومية لأخبارالمغربية" تؤكد وجود تنسيق مستمر بين الرباط ونواكشوط.. ومهنيون موريتانيون: "بصل الجزائر" لن يعوض خضروات وفواكه المغرب
@متابعين أخبار اليوم
لم تتوصل السلطات المغربية ونظيرتها الموريتانية، إلى أي توافق حتى الآن بخصوص ما بات يُعرف إعلاميا بـ "أزمة البصل" على الحدود الجنوبية للمملكة، وفق ما أكدته مصادر حكومية ومهنية من الجانبين لـ "الصحيفة"، الأمر الذي انعكس سلبا على سوق الاستهلاك الموريتانية في ظل الارتفاع الكبير للأسعار على الرغم من دخول الجزائر على خط توريد البلد بكميات مهمة من الخضراوات وفي مُقدمتها البصل، وذلك عبر بوابة ميناء نواكشوط.
وكان محمد سالم ولد مرزوق، وزير الخارجية الموريتاني، قد وعد خلال حلوله بالمغرب في 22 يناير الجاري، في إطار جولته بالمنطقة المغاربية، والتي شملت أيضا كلا من الجزائر وتونس وليبيا، (وعد) باستمرار التنسيق بين البلدين لحلحلة كل الملفات العالقة بين الرباط ونواكشوط، في مقدمتها الأزمة الجمركية المترتبة عن إقدام السلطات الموريتانية على سن زيادات وصفت بـ "الصاروخية"، وحالت دون استكمال عدد من الشاحنات المغربية لإجراءات العبور من منفذ الكركرات الحدودي إلى البلد، سيّما وأن السلطات الجمركية الموريتانية طالبتهم بدفع هذه التعريفة الضريبية الجديدة بصفة فورية، ما اضطر عدد منهم إلى العودة لتفريغ شحناتهم في السوق المغربية، فيما بقي آخرون في انتظار حل على الحدود يحول دون دفع الـ 48000 درهم المطلوبة عوض 18000 درهم التي كانوا يدفعونها من قبل تنزيل هذا القرار للجمارك الموريتانية.
وإلى حدود اليوم الاثنين، فشلت السلطات المغربية ونظيرتها الموريتانية في بلوغ التوافق حول التعريفة الجمركية، وفق ما أكدته مصادر حكومية مغربية لـ "الصحيفة"، موردة أن التنسيق بين الوزارتين الوصيتين تم بالفعل طيلة الأسبوعين الماضيين ولايزال مستمرا، "لكن القرار بات لزاما وبالتالي لا جديد بهذا الخصوص حتى الآن لكن قد يكون قريبا".
ونفت المصادر الحكومية المغربية في تصريحها لـ "الصحيفة"، وجود أي مؤشرات تُثبت وجود علاقة ترابطية بين قرار المغرب وقف التصدير لتأمين حاجيات السوق الداخلية السنة الماضية والذي تزامن مع شهر رمضان وانعكس سلبا على سوق الاستهلاك الموريتاني، والقرار المستجد للحكومة الموريتانية برفع التعريفة الجمركية، مشدّدة على أن العلاقات بين البلدين بلغت مستويات مهمة، كما أن التنسيق الاقتصادي السياسي والتجاري بين البلدين لم يتوقف في أي وقت مضى، وبالتالي "لا وجود للدوافع الانتقامية أو القرارات الأحادية".
وخلافا لهذه النظرة الحكومية التفاؤلية، ما يزال الوضع على حاله في الحدود البرية الرابطة بين المغرب وموريتانيا، وفق تأكيدات الحسين أضرضور رئيس الفدرالية البيمهنية لإنتاج وتصدير الفواكه، لـ "الصحيفة"، والذي أورد أن عددا من الشاحنات المغربية ارتأت وقف تأمين الصادرات، فيما استمر بعض الموردين في ولوج السوق الموريتانية بعد أداء الضريبة الجمركية.
ولا تتوفر الفيدرالية البيمهنية لإنتاج وتصدير الفواكه حتى الآن، على أي معطيات رقمية حول عدد الشاحنات المغربية التي ولجت التراب الموريتاني منذ فرض التعرفة الجمركية الجديدة مطلع شهر يناير الجاري، وفق تأكيدات رئيسها جوابا على أسئلة "الصحيفة"، بيد أنه أكد وفي الآن ذاته أن عدد الشاحنات التي دخلت موريتانيا وفق التسعيرة المطلوبة على الحدود، أقل بكثير من تلك التي ظلت عالقة أو عادت أدراجها.